العثماني: تطور الموقف الإسباني بشأن الصحراء يقوي لائحة شركاء المغرب 

وصف سعد الدين العثماني ، رئيس الوزراء الأسبق ، دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء بأنه حل لهذا الصراع بأنه موقف تاريخي وتحول مهم في موقف مدريد المصطنع.

واعتبر العثماني ، في مقابلة مع هسبريس ، تنشر لاحقاً ، أن الموقف الإسباني الجديد "موقف تاريخي". لأن إسبانيا ، بصفتها مستعمرًا سابقًا للصحراء المغربية ، تشهد لأول مرة تحولًا مهمًا في موقفها من قضية الصحراء من موقف اتسم بجزء كبير من الغموض وعدم الاعتراف بالمغرب. إن الحق وعدم الاعتراف بأهمية الصحراء للمغرب ، وغياب أي خطاب يحاول التقارب مع المغرب في هذه القضية يتحول إلى موقف ، كما قال رئيس الوزراء الإسباني في رسالته إلى جلالة الملك ، معلنا أنه يقر بأن قضية الصحراء مهمة للمغرب وأنه يعترف بالحكم الذاتي باعتباره الحل الأكثر مصداقية والأكثر جدية.

وأضاف سعد الدين العثماني ، الذي شغل منصب وزير الخارجية والتعاون في حكومة عبد الإله بنكيران ، "إنه تحول تاريخي مهم للغاية ، وسيكون له تداعيات ، ولن يؤثر فقط على مستوى العلاقات بين الدولتين. بلدين ، لكنها ستؤثر على مستوى الملف نفسه ".

وأشار المتحدث إلى أن هذا الموقف سيكون له تداعيات كبيرة على العلاقات بين البلدين ، خاصة وأن المغرب حذر مرارا من غموض الموقف الإسباني ، وتأكيده أنه لا يبعث على الثقة.

وتابع رئيس الوزراء السابق: "صحيح أن العلاقات كانت تتطور اقتصاديًا ، وكنا نحاول بذل جهود. لكن إذا لم تكن هناك ثقة حقيقية بين الطرفين ، وهناك مواقف واضحة من قبل كل طرف بشأن القضايا الجوهرية الحاسمة". للآخر ، لا يمكننا أن نكون شركاء ".

وأشار العثماني إلى أن المغرب يعتبر قضية وحدة الأراضي قضية أساسية وحاسمة ، و "بناء على ذلك ، لا يمكنك التعامل معي اقتصاديًا ، ولديك بالفعل موقف غامض بشأن وحدة أراضي بلدي".

وحذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأسبق من أن "المغرب سارع إلى اتخاذ موقف واضح بشأن وحدة أراضي إسبانيا على خلفية مشكلة كاتالونيا ، وكان يأمل على الدوام أن يكون لإسبانيا موقف واضح بنفس القدر بشأن صحرائها".

وأكد ضيف هسبريس أنه "اليوم لدينا أرضية تتميز بالثقة طالما أن الجانب الإسباني على أعلى مستوى أعلن موقفًا واضحًا ... صحيح أنه لا يتفق مع الموقف الأمريكي باعتباره اعترافًا واضحًا ؛ لكنه يعتبر الحل الذي اقترحه المغرب أساسا لحل قضية الصحراء.

وتابع رئيس الوزراء السابق: "أعتقد أننا أمام تحول كبير يأتي بعد الموقف الأمريكي والموقف الألماني والعديد من الدول ، وهذا يعطي المغرب نوعًا من الطمأنينة بأن لديه شركاء حقيقيين. لأننا لا نستطيع أن نكون شركاء ، وتريد الإضرار بوحدتي الإقليمية ، وتريد أن تخلق لي دولة غير شرعية ". في الجنوب ".

وشدد العثماني على أنه من المنتظر أن يقوم الحزب الإسباني بتنفيذ وتنزيل هذا الموقف الجديد ، مشيرا إلى أهميته السياسية العميقة ، خاصة أنه يأتي من حكومة منبثقة عن حزب العمال الاشتراكي ، والذي كان دائما يضم تيارا راديكاليا. وهو ما يدعم الانفصاليين ، وهذا له مغزى سياسي كبير بحسب العثماني.

وتوقع العثماني أن يكون لهذا الوضع أثر إيجابي على العلاقات بين البلدين ويعطي دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية والتجارية وملف التعاون الأمني ​​على مستوى مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب.